"Visiteurs" مجموعة· RSS

لقد دخلت بصفتك invité
















الرئيسية » مقالات » اخبار الامة » مقالات

مشاهدة
 476
التعليقات
0

  مــش هنمشي .. هي تمشي










بأقلام الشباب | مــش هنمشي .. هي تمشي / مصطفى حواش

-----------------------------------------------------------------------
يا الله...كلُّ شيءِ في هذه الحياة أصبح مزدحماً..متشابكاً..مختلطاً..حتى أن الحق التبس في لبس الباطل..وأصبح السؤال ملتبساً على الجميع...ولم يعد قادراً على الفصل بين "الشاطر" من "الخايب"...أُختلفَ فهم السؤال..فاختُلفَت إجابته....وللأسف الشديد...ضاعت الإجابة النموذجية...ومات المدرس الأول للمادة..ولم يعد أحد قادراً على البوح بأسرار الحل..الذي استعصى على الجميع...و ربما ما كان هناك حلاً من الأساس بل كان وهماً كبيراً....كبيراً جداً....وأن تلك المشكلة في حد ذاتها هي الحل !!



يا الله...نحن بحاجة الى سلسلة تفاعل "بروتون ــ بروتون" ...بحاجة الى إندماج نووي...للعقل البشري ...فنتحول الى عقول بشرية أخرى جديدة ذو كتلة اقل...بعد أن حُذف منها أفكارها العتيقة البالية المسيئة المتهرتلة..وفارق الكتلة يتحول الى طاقة هائلة(على ذمة اينشتاين)..تنعكس على البلد والأرض بشيء من الإفادة والقيمة



أو أننا مثلاً بحاجة الى "تسطيب" ويندوز 2011 القومي المصري الجديد...حاذفين بذلك..كل الملفات الثقيلة المحسوبة على "الديسكتوب الشعبي"..بالاضافة الى حاجتنا في شراء شاشة عرض جديدة...ننظر من خلالها الى مستقبل أفضل عبر أيقونات متجددة !!



وضع مصر الآن..يخيّل إليّ.. بوضع تلميذ في لجنة الامتحان..يمر عليه السؤال تلو السؤال...والامتحان تلو الامتحان...وهو لا يجيد من ذلك كله الا كتابة اسمه ورقم جلوسه !!!

لا يعرف الحل..وأضاعه...كما اضاع عمره في اللهو واللعب والمزاح والهراء..حتى عندما جاء الامتحان...انكشفت عورته...

في ظل الفتن المحدقة بمصر...سواء فتن اقتصادية...او سياسية...او طائفية...او فكرية...لا نجيد سوى الكلام...

تحولنا الى آلات للرغي المكثف... وللنقد والتحليل والمتابعة..ننقد هذا...ونحلل ذاك...ونتكلم عن هذه وهؤلاء....بعضنا يرتزق بهذا...والبعض الآخر يتسلى بالأمر..



أيا أطباء مصر...ما هو علاج داء الكلام؟؟...ايا فقهاء مصر.هل الكلام يعد من مفطرات صيام الصمت الذي دام أربعين عاماً

وللأسف أن كلامنا هذا كله..أصبح يأخذ أشكالا متلونة..ومتناقضة أيضاً...



في السادس من أغسطس عام 1945...قررت الولايات المتحدة الأمريكية..وضع نهاية للحرب العالمية الثانية...ولم يكن القرار سياسياً او ديبلوماسياً...إنما كان عسكريا نووياً...بإلقاء "الولد الصغير"...و"الرجل السمين"...وهي اسامي القنبلتين النوويتين اللتان ألقيتا على مدينتي هيروشيما وناكازاكي تباعاً....لتتحول المدينتين اليابانيتين الى رماد هباب اسود...يلتصق في الأرض مع بكاء أهالي الضحايا

ولك أن تتخيل...أكثر من 90% من البنية التحيتة لهاتين المدينتين انهارت تماماً...بالاضافة الى نكسة اليابان اقتصاديا...ونفسياً وسياسياً !!

لكن والحق يقال...أن اليابانيين ما جلسوا ليتسامروا حول الوضع في بلدهم..وينتقدوا هذا ..ويحللوا هذه..وما رأيناهم قط...قد أقاموا الاعتصامات...وشيّدوا الاضرابات...حتى تستجيب الحكومة لوضعهم البائس..

أبداً ما حدث ذلك...ولم نسمع عن فئة خرجوا علينا ينكرون على الجيش فعلاً او قولاً...او تخويناً...او يتهموا بعضهم البعض بالعمالة..والخيانة...."والماسونية"..!!

بل فرّوا جميعهم الى العلم والعمل..ولن يصدقني القارئ عندما يعلم أن اليابان بعد الضربة النووية بعشرة سنين فقط !! قد تحولت من دولة زراعية الى دولة صناعية رأسمالية...بل وأصبحت صناعاتها تتصدر للخارج...وتتصدر الصناعات العالمية....كل ذلك في عشر سنوات فقط!!

علماً أن اليابان قبل خوض الحرب العالمية الثانية ...كانت منهمكة ومتعبة في حرب ضروس مع جارتها اللدود الصين...لكنه العمل والعلم والدافع والاصرار



وفي عام 1965...أي بعد الضربة النووية أو دعني أطلق عليها النكسة النووية...بعدها بعشرين عاماً فقط...تحولت اليابان من أفضل دول العالم اقتصادياً على مستوى العالم بأسره...لتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية......هل هذا يصدق؟؟

ولك أن تقرأ وتبحث بنفسك..عن العصور الذهبية للاقتصاد الياباني..ستجده كان في الستينات عامة وفي وسطها خاصة...أي بعد النكسة النووية بعشرين عاماً فقط !!

كانت تتوافر في اليابان...عقول ذكية مستنيرة..وأيادي عاملة متعلمة وكثيرة...والأهم من ذلك روح وإصرار وعزيمة في تخطي العقبة...عقولهم مقدسة بقضية العمل أفكارهم تسبح بحمد العلم..بالرغم من افتقارهم للمواد الخام...التي ما يئسوا حتى استوردوها من الخارج...وحولوها الى سفن وسيارات واصبحت الشركات اليابانية من أكبر الشركات الكبرى في العالم في انتاج الحديد والصلب !!





وهنا في مصر...أقسم لك..أننا نمتلك عقولاً لا تقل قدراً من تلك العقول المستنير اليابانية..ونمتلك أيادي عاملة عديدة...بل ونمتلك مواد خام ..لكننا نفتقر الى تقديس العمل..والى الروح والاصرار في تخطي العقبة...نفتقر الى العلم...الذي من شأنه أن يعلمنا قيمة العمل...والصبر عليه !!

نفتقر الى الثقافة الفكرية...التي من شأنها أن تجعلنا نعمل من أجل المجتمع لا من اجل نفوسنا فحسب

فكل واحد منا لا يفكر الا في نفسه..وحقوق المجتمع علينا لم تعد تشغل حيزاً كبيراً داخل عقولنا وأفكارنا المزدحمة...ولا حتى "توك توك" في شارع فرعي داخل أدمغتنا !!

الكل يبحث عن نفسه...وظيفة مرموقة بمرتب جيد...ثم عروسة جميلة تمتلك جينات "نانساوية" جميلة...ثم اسرة سعيدة..وأولاد ظرفاء...وكل سنة وانتو طيبين !!

الحياة ليست كذلك يا سادة....نحن نريد جيلاً يفكر في مجتمعه..يفكر في كيفية رسم خطوط بصماته على أرض واقعه...جيلاً يفكر في الناس..في مصلحتهم..في إسعادهم..يسأل نفسه ..."ماذا قدمت للأمة وللمجتمع"...؟؟...لكن نحذر من المبالغة في ذلك...فللإنسان أيضاً خصوصية وعليه أن يستدركها وأن يحترمها ً



إن مقوّمات الدولة الصناعية الناجحة...متوافرة في مصر تماماً..من عقول وايادي عاملة ومواد خام...لكن ما ينقصنا هي الروح والعزيمة...والتي لن تأتي الا إذا تغيرت مفاهيمنا القديمة..

المفاهيم التي قدمت الكماليات على الاولويات...انظروا مثلاً الى النموذج الياباني..



إن اليابان بعد النكسة النووية...لم تفكر في الخدمات الصحية..أو المرافق الحيوية.....وإنما صبّت جام تركيزها..على الصناعة والاقتصاد...حتى بلغت مبلغاً من القوة الاقتصادية بعد عشرين عاما فقط من نكستها النووية....وبلغ إنتاجها المحلي في ذلك العام 91 بليون دولار !!!..ولك أن تتخيل قيمة هذا المبلغ في هذا التوقيت من القرن العشرين !!!

وبعد هذه القفزة الصناعية الاقتصادية الهائلة...شرعت اليابان بعد ذلك..تقوم بتطوير الخدمات والمرافق....أي فكر هذا واي تخطيط....

كيف تريد من دولة اقتصادها ضعيف...أن تحل المشاكل البيئة والتغذية والصحة والمصانع والبترول في اسبوع واحد !!!...نظام "المحشي الكرونب"..غير معترف به الا في الدول النامية...الغير واعية لفكرة الأولويات والكماليات....والفصل بينهما

كيف نبني بلداً...ونعمرها...ونحن لا نملك اقتصادا معيناً على ذلك...

مصر لن تتحول الى جنة في اسبوع...إن اليابان وصلت الى ما وصلت اليه في خضم اربعين عاماً...بدأتها بالصناعة...وأنهتها بالمرافق والخدمات العامة..وليس العكس !!

بل إن مصر أفضل من اليابان...لأننا نتفوق عليهم بعاملي السياحة وقناة السويس...وهما من اهم مصادر الدخل القومي...لو ضفنا عليهما الصناعة...لتحولنا في غضون عشر عشرين ثلاثين عاما...من اهم دول العالم اقتصادياً !!...لكنه العمل والعلم.....الذي ينقصنا !!

والله إن أمامنا فرصة ذهبية لتحويل مصر الى جنة في ثلاثين عاماً....لو أننا انهمكنا في العمل والصناعة والتعلم....لو أننا غيرنا مفهومنا من المصلحة الذاتية الى المصلحة العامة...لو شعرنا بمسؤولية بناء بلد....حتما سنتغير وستتغير بلدنا....ولا أعلم إن كنت سأحيا بعد ثلاثين عاماً أم لا...لكننا علينا أن نبدأ خطوتنا الأولى...وهي العمل ثم العمل ثم العمل !!





لا أريد أن أزيد أوجاع القارئ بالنموذج الياباني....لكن هل تعلم أن حرب أكتوبر المصرية...كانت سببا في إشعال الثورة اليابانية الالكيترونية؟؟...لولا حرب اكتوبر لما اقامت اليابان الاسطول الاليكتروني الذي تتسيده اليوم !!



نعم هذه حقيقة...فخلال حرب أكتوبر..توقف ضخ النفط داخل الانابيب الأمريكية..والدول المعاونة لاسرائيل...مما تسبب في ارتفاع سعر برميل النفط في منظمة الأوبيك في ذلك الوقت...الى 12 دولار بدلاً من 3 دولار...اي الضعف بأربعة أمثاله...وحينها لم تقف اليابان مغلوبة على أمرها..



.بل فكرت وقررت أن تنشغل بصناعة أخرى..أقل تطلبا للطاقة حتى لا تستورد الكثير من النفط....فتوجهت الى الصناعات الالكيترونية التي كانت قد بدأتها قبل ذلك بكثير..فانشغلت بتطويرها وتوفير حظاً من الإبداع والابتكار لها.. حتى أصبحت الشركات اليابانية من أكبر الشركات على مستوى العالم في عالم الاليكترونيات !!

اليابانيين إذا أُغلق عليهم باب...فتحوا له أخر..لكننا إذا أغلق علينا باب...نظل نتحدث ونتكلم



من أغلق الباب؟..ولماذا أغلقه في هذا التوقيت؟.. وياترى هل هذا باب...ولا هو أصله شباك وعامل نفسه باب؟؟...ثم ننشئ الصفحات على الفيس بوك...."كلنا الباب المقفول"....الراجل اللي واقف ورا الباب...لأن اكيد اللي قفله كان واقف وراه"....

عذراً يا سادة...لن تكتمل الثورة....بدون ثورة فكرية...تمحو وتبدد افكارنا الرثّة..



أنا لا اطالب باتخاذ النموذج الياباني قدوة لنا نطبقها بحذافيرها..."كاتالوج"..ننقل منه عندنا..لالا

ولكن هناك اسس للنجاح...علينا أن نتعلمها منهم...وأهمها الروح والاصرار والعمل والتعلم والتفكير في الجمع قبل الفرد وهذا ما ينقصنا





كلمة أخيرة : يا ليت هناك ميدان تحرير فكري..داخل أدمغتنا...لكنا اعتصمنا فيها وما برحنا عنه حتى رحلت عنا افكارنا السلبية....ومش هنمشي ....هي تمشي
!!!



الفئة: مقالات | أضاف: admin (2011-06-05)


وسمات: | الترتيب: 0.0/0



إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]


















Copyright MyCorp © 2024
الاستضافة من uCoz